رسالة مفتوحة إلى كريستيا فريلاند

عزيزتي كريستيا فريلاند المحترمة

أود أن ابدأ رسالتي بقصة والدتي، وانا متأكد بانك لن تجديها على تويتر. والدتي حرمت من التعليم لكونها امرأة، لكن كبرى بناتها لم تحصل على التعليم فقط، بل أصبحت معلمة ولاحقا مديرة مدرسة. وحفيدتها لم تحصل على التعليم الجامعي فقط، بل حصلت على منحة حكومية لمواصلة دراستها في الخارج لتعود بشهادتي الماجستير والدكتوراه.  لعل في هذا ما يشير إلى مدى التقدم الذي أحرزته المملكة العربية السعودية، وانا متأكد انك هناك الكثير من الشواهد المماثلة.

لا يخفى عليك أن المملكة العربية السعودية، مثل كثير من الدول بما فيها كندا، لديها إشكالات سياسية واجتماعية، لكن تأكدي أن المملكة، مثل كندا أيضا، تعمل على تجاوزها. قد لا تدركين وتتفهمين حجم الإنجاز في ذلك، لكن معظم السعوديين راضون وسعداء بما تم إنجازه، وهذا هو المهم في النهاية، أليس كذلك؟ كما أن السعوديين لا يتوقعون ولا يريدون أن تأتي حلول قضاياهم الداخلية من كندا.

يتفق علماء الاجتماع أن التغيير الاجتماعي يأتي من ثلاثة مصادر: إما مبادرات حكومية، أو استجابة لمطالب شعبية، أو ردود فعل لضغوط خارجية. والمصدر الأخير هو الأسواء لان له نتائج عكسية، ويعزز حجج المعارضين للتغيير والإصلاح بدعوى انه إرضاء للغرب وليس لمصلحة السعوديين.

من ناحية أخرى، اقترح عليك بتوفير حماسك هذا إلى حين مغادرتك منصبك الحالي والعودة إلى المهنة التي تجيدينها: الصحافة. أمامك كعضو في الحكومة الكندية الكثير من المهام والمسؤوليات، وحل الإشكالات الداخلية في السعودية بالتأكيد ليست واحدة منها.

آمل عند قرأتك لهذه الرسالة أن يكون غبار الأزمة التي تسببت بها قد زال، وتعودين إلى رشدك والتمعن في تغريدتك. فمنصب وزارة الخارجية لا يمنح أحدا للمطالبة بإطلاق صراح سجناء في دولة أخرى ذات سيادة، خاصة حين تكون الصورة غير واضحة وبناء على معلومات غير صحيحة حول القضية. لا يفترض في وزراء الخارجية أن يثقون في كل ما يصلهم على منصات التواصل الاجتماعي.

أرجو قبول أطيب تحياتي

إبراهيم البعيـّز