هناك خط فاصل وواضح وتبادل للأدوار بين الحكومة ومنظمات المجتمع المدني، فالأخيرة تقوم بما تتحرج الحكومات عن القيام به لأسباب تنظيمية أو لاعتبارات سياسية أو دبلوماسية. ويتعاظم ذلك الفصل حين تتصادم ما تراه الحكومات مبادئ وقيم مع مصالحها السياسية أو الاقتصادية، أو مع مبادئ وأعراف العلاقات الدبلوماسية. وهذا ما ادركته كثير من الدول الغربية حين تركت لمنظمات المجتمع المدني مهمة التقييم والتصنيف والنقد لكثير من دول العالم. فمثلا لم يسبق لحكومة الولايات المتحدة أو حكومة بريطانيا أن تدخلت في الشأن الداخلي الكندي أو زايدت عليها حول قضايا حوق الإنسان والتي تشير إليها التقارير الدورية لمنظمة هيومن راتس واتش الامريكية، أو منظمة العفو الدولية البريطانية، فهذه الدول تعرف الحدود الحمراء التي يجب احترامها وعدم تجاوزها.
الكاتب: ابراهيم البعـيّز
رسالة مفتوحة إلى كريستيا فريلاند
عزيزتي كريستيا فريلاند المحترمة
أود أن ابدأ رسالتي بقصة والدتي، وانا متأكد بانك لن تجديها على تويتر. والدتي حرمت من التعليم لكونها امرأة، لكن كبرى بناتها لم تحصل على التعليم فقط، بل أصبحت معلمة ولاحقا مديرة مدرسة. وحفيدتها لم تحصل على التعليم الجامعي فقط، بل حصلت على منحة حكومية لمواصلة دراستها في الخارج لتعود بشهادتي الماجستير والدكتوراه. لعل في هذا ما يشير إلى مدى التقدم الذي أحرزته المملكة العربية السعودية، وانا متأكد انك هناك الكثير من الشواهد المماثلة.
An open letter to Chrystia Freeland
Dear Hon. Chrystia Freeland.
I would like to start by sharing with you the story of my mother, which I am sure you will not see on Twitter. My mother was deprived of her basic education for no reason but her gender. Her eldest daughter was not only given the opportunity for education, but she became a teacher and later a school principal.
الإعلام ومكـافحة الفســاد
هات بوست الاثنين 13 مارس 2013
يتندر السعوديون في قنوات التواصل الاجتماعي بما تحرص الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد على نشره في وسائل الإعلام عن حالات الفساد التي كشفتها، ولعل آخرها قضية تقشر الدهان في أحد مستشفيات وزارة الصحة، وهذا يشير بشكل أو بأخر إلى حالة من الإحباط الشعبي بما أنجزته الهيئة. وأنا هنا أشفق كثيرا على الهيئة ومسئوليها الذين لا زالوا يناورون في المنطقة الرمادية بين الرغبة والقدرة. فهم بدون شك راغبون وحريصون في جهودهم لانجاز ما أوكل إليهم من مسئوليات، ويعملون بإخلاص على تحقيق ما جاء في الخطة الإستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد، والتي سبق إقرارها من مجلس الوزراء قبل قيام الهيئة بأربع سنوات. لكن في الوقت ذاته اشك في قدرتهم على ذلك. فالبينة السياسية والتشريعية في المملكة لم تتوفر فيها بعد المقومات اللازمة التي تسمح للهيئة – أو حتى غيرها من المؤسسات الحكومية أوالأهلية- على القيام بذلك الدور. لذا لا يفترض ان نستغرب ان سارعت الهيئة في النشر الاعلامي عن حالات هي اقرب الى سوء الادارة من ان تكون حالات فساد، ويبدو ان ذلك محاولة لتقديم اي منجز يخفف من عبء ذلك السقف العالي من التوقعات لدى الشارع السعودي.
Propaganda against Saudi Arabia
«إرهابيون» في الإعلام الغربي
عند كل أزمة سياسية تمر بمنطقة الشرق الأوسط، تقفز المملكة لتتصدر عناوين الأخبار والمقالات في الصحافة الغربية، ويتسم التناول الإعلامي للشأن السعودي في مجمله بالسلبية. ولم يقتصر ذلك على القضايا والخلافات السياسية، بل تجاوزه إلى الثقافة بأبعادها ومحاورها الدينية والاجتماعية. وأصبحت «الوهابية» على قائمة المصطلحات في قاموس الإعلام الغربي تجاه المملكة.
لماذا يباع المواطن العربي بأقل الأسعار؟
تتزاحم في الفضاء العربي من المحيط إلى الخليج ما يزيد على 200 قناة تلفزيونية، بعضها حكومية ومعظمها خاصة. وتتنافس هذه القنوات على استقطاب المشاهد العربي لتقدمه إلى المعلن. فهذه القنوات تمارس بشكل أو بآخر عملية بيع المشاهدين إلى المعلنين، أو على الأقل هذا ما تقوله كتب اقتصاديات الإعلام فبقدر ما تتمكن القناة من استقطاب المشاهدين تزيد حصتها من ايرادات الإعلان التجاري لذا كان من البديهي ان تحرص القنوات التلفزيونية وبالذات التجارية منها على عرض كل ما يمكن ان يلفت نظر المشاهد، حتى لو تطلب ذلك تجاوز بعض من المحاذير الرقابية السياسية أو الاجتماعية أو الأخلاقية في بعض الأحيان.
المركز الوطني للقياس والتقويم يكشف المستور
إن كان النمو الملحوظ في عدد الجامعات السعودية يشكل النقلة الكمية التي شهدها قطاع التعليم، فإن هناك عدد من الشواهد على النقلة النوعية في المشهد التعليمي السعودي، ومن ابرزها المركز الوطني للقياس والتقويم، فهو يجسد أحد مظاهر استفادتنا من التجارب العالمية في التعليم بشكل عام والتعليم العالي بشكل خاص، تلك التجارب التي سبقتنا بعشرات السنين، والتي ساهمت في التطوير والجودة في مخرجات المؤسسات التعليمية في تلك الدول. تؤكد التجارب العالمية على أهمية وضرورة الاختبارات المقننة والموحدة كمنهجية للمفاضلة والقبول في الجامعات. يشير موقع ويكيبيديا إلى 32 دولة في العالم – مختلفة في مستوى تقدم نظمها التعليمية وإنجازاتها العلمية – تطبق ما يزيد على 90 اختبارا موحدا لخريجي الثانوية العامة كأول الشروط للتقديم والقبول في الجامعات، وابرز المعايير للمفاضلة بين المتقدمين.